السؤال:
لوحظ قيام بعض المؤسسات والمحلات التجارية بنشر إعلانات في الصحف وغيرها من تقديم جوائز لمن يشتري من بضائعها المعروضة ، مما يغري بعض الناس على الشراء من هذا المحل دون غيره ، أو يشتري سلعا ليس له فيها حاجة طمعا في الحصول على هذه الجوائز ، نرجو توضيح ذلك .
المفتى : ابن باز
الجواب
أن هذا النوع من القمار المحرم شرعا والمؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل ، ولما فيه من الإغراء والتسبب في ترويج سلعته وإكساد سلع الآخرين المماثلة ممن لم يقامر مثل مقامرته ، لذلك أحببت تنبيه القراء على أن هذا العمل محرم ، والجائزة التي تحصل عن طريقه محرمة لكونها من الميسر المحرم شرعا وهو القمار ، فالواجب على أصحاب التجارة الحذر من هذه المقامرة وليسعهم ما يسع الناس ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29)وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّّهِ يَسِيراً (30)} [النساء :29-30] . وهذه المقامرة ليست من التجارة التي تباح بالتراضي ، بل هي من الميسر الذي حرمه الله لما فيه من أكل المال بالباطل ، ولما فيه من إيقاع الشحناء والعداوة بين الناس كما قال الله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)} [المائدة :90-91] .