كما ذكر فأن الأدوية الإلهية هي أنفع
الأدوية لعلاج السحر الناتج عن تأثيرات الأرواح السفلية الخبيثة , فأن السحر دائما
يصيب الإنسان عندما يغفل عن ذكر الله تعالى وينصرف إلى التعلق بالدنيا وينغمس في
الملذات والشهوات ولذلك تتسلط عليه الأرواح الخبيثة وتتمكن منه بسهولة وتوقع به
ولذلك فأن من أقوى الأدوية للتحصين من السحر وطرد تلك الأرواح الشريرة الصلاة في
جماعة والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار ثم قراءة المعوذتين و ( قل هو الله أحد
) ( وآية الكرسي ) وذلك بعد الفراغ من صلاة العشاء وصلاة ركعتي السنة والشفع والوتر
وتذكر أنه كلما كان الإنسان قريبا من الله
تعالى ذاكرا له مداوما على الاستغفار والاستعاذة من الشيطان الرجيم كلما خشي
الشيطان الاقتراب منه , وفشل في الكيد له والإيقاع به وإصابته بسحره , ويعلم
الشيطان جيدا هو وأعوانه من السحرة والكفرة الفجرة أن سحرهم وكيدهم إنما يؤثر في
النفوس الضعيفة المحبة للشهوات والمنغمسة في الملذات , والتي تنأى عن ذكر الله
تعالى ويغفل صاحبها عن الذكر والدعاء والاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان
الرجيم . وكذلك فأن السحر يصيب من لا يتوكل على الله حق التوكل ويسلم أمره إلى الله
ويستعين بدلا من ذلك بالعباد الضعفاء ناقص الدين والأيمان من السحرة و المشعوذين
الدجالين الأفاقين